رواية الملاك الصامت – هاينريش بول
رواية الملاك الصامت – هاينريش بول
كتب بول قصته “الملاك الصامت”، بين عاميّ 1949 و1951. عقب رجوعه إلى بلدته كولونيا، من معركة دوليّة أمر فيها ستّ سنين، جنديّاً في مشاة القوات المسلحة النازي. وأتى وصفه الروائي لمدينته المدمّرة، شديداً في واقعيّته، مبيّناً الآثار الفظيعة للحرب إلى درجة لم يجرؤ ناشر على أصدر القصة، وطُجوهر منه إعادة نظر المقالّ مرّات عديدة، ففعل ذاك. بلّهم في الخاتمة، لم يوافقوا على النشر، فعرف أنّ “ملاكه الصامت”، لن تُأصدر روايته إلّا في أعقاب وقت طويل. وتأكّد هذا؛ حيث لم تُعرَض القصة إلّا في أعقاب 40 سنة، أي في أعقاب مماته بسبع سنين “1992”.
في الملاك الصامت، ليس ثمة من شيء إلا هانز النتاج إلى بلدته المدمّرة، مردود من موقعة غير مبررّة، حوّلته إلى بعبع يائس مندثر شكل الوجه، يفترسه الجوع إلى درجة تجعل دماغه لا يفكّر إلّا في شيء من الممكن أن يؤكل، أيّ شيء، ولو كسرات من الخبز العفن، ليأكلها ببطء صارم، مؤخّراً لحظة البلع كمية ما يمكن له؛ لأنه، ربّما لن يجد شيئاً في أيام تالية.
ووسط الأسقف المتداعية التي يقطر منها الماء لمنخض الحرارة، والأنقاض المختلطة، والروائح المنتنة من عرق وبول، كان على هانز، أن يفتش عن السيّدة “جومبرتز”، ليسلّمها وصيّة وسترة قرينها، الذي أُعدم بدلاً عنه. وفي المصحة الذي قيل إنها فيه، لم يجدها؛ حيث خرجت. لكنه وجد معطفاً مُعلّقاً خاصّاً بالسيدة “ريجينا” ـ عرف هذا من البطاقة في الجيب ـ فأخذه، وارتداه بدون إذن، أو تفكير في أحقّيته من عدمها باستخدام شيء ما للغير بدون إستحسانه؛ وهل يقدر إنسان حوّلته المعركة إلى فزاعة جائع، منخض الحرارة، متلاشٍ، أن يُرِجل على دعوى قضائية كهذه؟ بدا المعطف فوق منه جيّداً؛ أبدى هذا الإفتراض الدكتور الساكن على مداواة السقماء والجرحى، مُبدياً تعاطفاً إنسانياً مع هانز الجائع لمنخض الحرارة. بلّه ذكّره بعدم أحقيّته فيه، وانتهاج فوقه عهداً بأن يعيده إلى صاحبته، وقت يتدبّر كلفه. من تلك الدرجة الأخلاقيّة العالية في الأمانة، والالتزام بالاعتناء بالمرضى والجرحى، يرجع الدكتور وينحدر بيسر إلى بيع هانز أوراقاً ثبوتيّة لرجل ميّت؛ فهو يحتاجها للتنقّل بأمان؛ حيث ما زال جندياً فاشياً هارباً من مجموعات الجنود الأميركيّة التي دخلت البلدة! هي المعركة: في لحظة واحدة، تخلق في داخلنا هذه الانعكاسات والتناقضات غير المفهومة، إلا أنّها باعتقاد الكثيرين مُبرّرة؛ فالمَثَل الأثري يقول: “في المعركة كلّ من يتعهد بالأخلاق يهلك”. وخرج هانز من المشفى حاملاً اسماً جديداً: “إيريك”، مُتذكّراً، كم من الأسماء قد حمل، بغية يمكنه المضيّ في هروبه: “هانز”: اسمه الحقيقي. وحينما كان على وشك الإعدام، تنفيذ اسم “هنغرتز”. وقبل ذاك “ويلكي”. ثمّ “والدو”. ثمّ “سكونر”. كلّ هذا يظهر حقيقياً كامِلّاً بمجرّد أن تحط على الأوراق ختماً مستديراً مزوّراً، وخطوطا خضراء، ستعطي التشريعيّة وتوفير الحماية لحياتك؛ فلكي تنجو في مختلفّ مرّة، عليك أن جلَد ذاتاً حديثة غير ذاتك؛ فلا موضع في وقع المعركة لوجودك الحقيقي، قاتلت، أم لم تقاتل فيها.
ايمانا منا بالأهمية العظمى للقراءة .. لما لها من تأثير سحرى فى الإرتقاء بالأفكار والعقول
ولأن فى الكتب حيوات عدة ..
لذا قدمنا هذا الموقع لمن لا يكتفى بحياة واحدة وعقل واحد وقلب واحد وفكر واحد ..
ولا أحد ينكر أن هناك صعوبات كثيرة للحصول على الكتاب الورقى فى أماكن كثيرة من الوطن العربى ..
سواء من ارتفاع اسعار الكتب من جهة
او عدم توافرها فى بعض المناطق من جهة اخرى
لذا كان الكتاب الالكترونى هو الحل الأمثل للجميع
ورغم كل ذلك فاننا حريصين على أن يكون نشرنا للإبداع عن رضا تام للكاتب ..
لذا ايمانا منا بحق اى كاتب فى تقرير مصير ابداعه وحرصا على الملكية الفكرية ..
فسوف نقوم بحذف اى كتاب يراسلنا كاتبه اذا كان لا يريد ان يستفيد من كتابه ملايين القراء
وسوف نقوم بحذفه خلال 24 ساعة .
ملحوظة هامة : نحن لا نصور أي كتاب بواسطتنا , وجميع الكتب المنشورة على الموقع مأخوذة من مواقع أخرى ..
إذا كان كتابك قد نشر بدون موافقتك أو موافقة دار النشر برجاء مراسلتنا وسنقوم بحذف الرابط فورا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع عاشق الكتب