” فنجان قهوة لا زال مرتفع الحرارةًا، يتسلل البخار المحمل برائحة البن البرازيلي الرطب ليوقظ كل خلايا مخه.
تيقنّ أن ما يشهده هذه اللحظة بوضوح هو الحقيقة، لا شيء غيرها.
كان وجه مُحدثه مألوفًا بصورة قوية، كأنه رآه مرارًا، أو كأنه يجمع في سماته قسمات جميع من مر بهم في وجوده في الدنيا، (أين رآه من قبل)، صوته هادئ منضبط الإيقاع، به طعم من لقرينة ملح البحر وخفوت أمواجه في الليالي الصيفية، صرح وهو يوميء له باحتساء القهوة قبل أن تبرد: – هل صدّقت حقًا مخاوفك؟! هل صدّقت إجراءًا أنَّهم ضربوك وأهانوك وقطعوا أنفاسك؟! لا يا صاحبي إنَّها مخاوفك أنت، إنَّها هواجسك أنت، أنت خائف في شغل لا تعرف الفزع، تنتظر شرًا يجيء في جميع لحظة، تخشى من عدم تذكر البطاقة الشخصية، تخشى من التفتيش في لجان المرور، تخشى من مُضايقات جيرانك، من سطوة زوجتك، من مطاردات عشيقتك الأجنبية، تخشى جميع الأشياء، أرجوك لا تُلقِ باللوم علينا، ولا تُلصق بنا تُهمًا نحن لم نرتكبها….!! يُمكنك أن ترجع إلى بيتك دون رصد ودون مضايقات، اطمئن….!!
وكأنَّه يسمعها للمرة الأولى في وجوده في الدنيا، (اطمئن)….
مَن يقومه باتهام مَن؟! أولئك الملاعين يقلبون الآية، يرغبون أن ينفضوا ياقات وأكمام بدلهم مِمَّا لحق به، يرغبون أن يغسلوا أياديهم الكثيفة من دمه وجراحه وأوجاع كرامته التي أهينت. “
ايمانا منا بالأهمية العظمى للقراءة .. لما لها من تأثير سحرى فى الإرتقاء بالأفكار والعقول
ولأن فى الكتب حيوات عدة ..
لذا قدمنا هذا الموقع لمن لا يكتفى بحياة واحدة وعقل واحد وقلب واحد وفكر واحد ..
ولا أحد ينكر أن هناك صعوبات كثيرة للحصول على الكتاب الورقى فى أماكن كثيرة من الوطن العربى ..
سواء من ارتفاع اسعار الكتب من جهة
او عدم توافرها فى بعض المناطق من جهة اخرى
لذا كان الكتاب الالكترونى هو الحل الأمثل للجميع
ورغم كل ذلك فاننا حريصين على أن يكون نشرنا للإبداع عن رضا تام للكاتب ..
لذا ايمانا منا بحق اى كاتب فى تقرير مصير ابداعه وحرصا على الملكية الفكرية ..
فسوف نقوم بحذف اى كتاب يراسلنا كاتبه اذا كان لا يريد ان يستفيد من كتابه ملايين القراء
وسوف نقوم بحذفه خلال 24 ساعة .
ملحوظة هامة : نحن لا نصور أي كتاب بواسطتنا , وجميع الكتب المنشورة على الموقع مأخوذة من مواقع أخرى ..
إذا كان كتابك قد نشر بدون موافقتك أو موافقة دار النشر برجاء مراسلتنا وسنقوم بحذف الرابط فورا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع عاشق الكتب