كتاب بابي ساتان أليبي وقائع مجتمع سائل – أمبرتو إيكو
كتاب بابي ساتان أليبي وقائع مجتمع سائل – أمبرتو إيكو
بدأتُ كتابة مواضيع العمود الثقافي “مغلّف مينرفا” على الصفحة الأخيرة من جريدة “إسبريسو” عام 1985م، مرّةً كلّ أسبوع لمقدارٍ طويلة، ثمّ مرّةً كلّ أسبوعين. ومثلما نوّهتُ في البدء، كانت مغلّفات أعواد الثقاب “مينرفا” تتضمن في جانبها الكرتوني الداخلي على مساحتين صغيرتين خاليتين، ربما إلحاق الملاحظات عليهما، لذلك كنتُ أعدّ مداخلاتي هذه تعليقات موجزة واستطرادات للأمور المتغايرة التي تدور في رأسي- عادةً ما تكون مستوحاةً من الوقائع الراهنة، غير أن ليس مستديمًا، لأنني كنتُ أعتبر وقعًا راهنًا أن يتملّكني التوق ذات عشية لاسترداد قراءة، ما أدراني، صفحةً من هيرودوت، روايةً للأخوين متنافس، أو قصّةً مصوّرةً لباباي.
أدرجتُ عديدًا من المغلّفات في كتاب سجِل اليوميات الـ2 الضئيل، في السنة 1992م، وتبين منها عدد معتبر في كتاب “مغلّف مينرفا” الذي يُعنى بالمقالات المنشورة حتى بداية العام 2000م، واستعدتُ بعضها في كتاب “على مشية القريدس” في السنة 2006م. غير أن منذ العام 2000م وحتّى العام 2015م، إذا أحصينا ستةً وعشرين مغلّفًا في العام، فهذا يقصد أنني كتبتُ أكثر من أربعمئة، وقد أبصرتُ أنّ بعضها ما يزال حسَنًا للاستعادة.
يظهر لي أنّ كلّ هذه المواضيع (أو كلّها تقريبًا) التي جمعتها في ذاك الكتاب، قد تُتلا بصفتها تأمّلات في ظواهر “مجتمعنا السائل”، الذي أتحدّث عنه في شخصٍ من المغلّفات العصرية، وقج وضعتُه استهلالًا للسلسلة. وبصرف النظر عن أني حذفتُ عديدًا من المتكرّرات، ما يزال بعضها متواجدًا من الممكن، لأنّ قليل من الظواهر تكرّرت في تلك السنوات الخمسة عشر بلا انقطاع يبعث على الاضطراب، ما يحفزّ بالنتيجة على الرجوع بإلحاح إلى نصوص برفقتيّنة لا تزال راهنة بأسلوبٍ مخيف.
كلمة فيما يتعلق العنوان. الاقتباس من دانتي أليغييري بما لا يقبل الشكّ (بابي ساتان، بابي ساتان أليبي، الجحيم، الأنشودة السابعة، المنزل الأكبر). غير أن، مثلما هو معروف، بصرف النظر عن تجربة جحافل من الشرّاح العثور على معنى لذا المنزل، يتصور سوادهم الأعظم أنه من دون أيّ معنى محدّد. إنها مفردات تشوّش الأفكار، مختلَفًا، لا سيّما أنها وردت على لسان بلوتوس، وقد تكون مجدية لأي نمط من الشيطنات، لهذا حسبتُ أنه من الملائم استعمالها عنوانًا لتلك المجموعة التي ليس ذنبي بمقدار ما هو ذنب الدهر أنها غير مترابطة، تنتقل من الديك إلى الحمار- مثلما يقول الفرنسيون- وتتمعّن في الطبيعة السائلة لتلك السنوات الخمسة عشر.
ايمانا منا بالأهمية العظمى للقراءة .. لما لها من تأثير سحرى فى الإرتقاء بالأفكار والعقول ولأن فى الكتب حيوات عدة .. لذا قدمنا هذا الموقع لمن لا يكتفى بحياة واحدة وعقل واحد وقلب واحد وفكر واحد .. ولا أحد ينكر أن هناك صعوبات كثيرة للحصول على الكتاب الورقى فى أماكن كثيرة من الوطن العربى .. سواء من ارتفاع اسعار الكتب من جهة او عدم توافرها فى بعض المناطق من جهة اخرى لذا كان الكتاب الالكترونى هو الحل الأمثل للجميع ورغم كل ذلك فاننا حريصين على أن يكون نشرنا للإبداع عن رضا تام للكاتب .. لذا ايمانا منا بحق اى كاتب فى تقرير مصير ابداعه وحرصا على الملكية الفكرية .. فسوف نقوم بحذف اى كتاب يراسلنا كاتبه اذا كان لا يريد ان يستفيد من كتابه ملايين القراء وسوف نقوم بحذفه خلال 24 ساعة . ملحوظة هامة : نحن لا نصور أي كتاب بواسطتنا , وجميع الكتب المنشورة على الموقع مأخوذة من مواقع أخرى .. إذا كان كتابك قد نشر بدون موافقتك أو موافقة دار النشر برجاء مراسلتنا وسنقوم بحذف الرابط فورا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع عاشق الكتب