كتاب طبيبة في بيت البرزنجي – إيلونا بوريسكا
كتاب طبيبة في بيت البرزنجي – إيلونا بوريسكا
والفتيات مثل كارالوفا، اللاتي لديهن الجرأة والإصرار على صياغة مصيرهن، يستحقن اهتماما خاصا. في العشرينيات من عمرها، وبينما كانت على وشك طي الصفحة الأخيرة من القرن الحادي والعشرين، قررت التوجه شرقًا بدلاً من مطاردة وهم الغرابة.
تذهب إلى الشرق للتدريس عن أمراضه والمساعدة فيها، ومثل العديد من الكتاب الغربيين، يلهمها حبها لغرابة الشرق، وشوقها إلى موطن ألف ليلة وليلة، وسحره من باب الافتتان، وليس من باب الجشع لثروات الشرق الدفينة، كما فعل المستعمرون منذ نهاية حركة الاستكشاف الجغرافي في القرن التاسع عشر، والقرن الخامس عشر، وما بعدهما حتى يومنا هذا. ضحكت من الصعوبات. ولم تكن الصعوبات صغيرة ولا سهلة. كانت واثقة جدًا من أنها حققت حلمها وأسست “أول عيادة في تشيكوسلوفاكيا” في بغداد في منتصف العشرينيات من القرن الماضي.
لقد تعاملت مع الناس، وعاشت معهم، وقدمت لهم الرعاية الطبية، وكانت سعيدة لأن أهل بغداد قبلوها كواحدة منهم، ولم تشعر أبدًا بالغربة. وفي الوقت نفسه، لم تكن تعرف المثقفين العراقيين فحسب، بل عرفت أيضًا نخب المجتمع الأجنبي الصغير والمنعزل، وهو ما حذرت منه لاحقًا، عندما تزوجت من هذا الرجل الإيطالي النبيل المولد. كان يحب الموسيقى ويعرف كل شيء. وللوهلة الأولى، بدا الأمر نبيلاً. وكان متعجرفًا جدًا.
إن معرفتها باللغة العربية تميزها عن الآخرين، كما أن فهمها لطبيعة المجتمع العراقي في مطلع القرن وتقاليده حطم الحاجز الأخير في طريقها. في صيف عام 1962، قال الدكتور ياروسلاف سليبكا، الذي كان من المقرر أن يذهب إلى بغداد في خريف ذلك العام للعمل مديرا لمعهد التشريح المجهري: “أنت تقول أن هناك 50 أو 60 من مواطنينا؟ هذا مدهش. لكن لا ينبغي أن يقتصر الأمر على أقلية. هذا ما فعلته بريطانيا في العراق، ولهذا السبب لم نتمكن أبدًا من فهم هذا البلد. لا ينبغي أن يقتصر الأمر على مجموعة من الأشخاص”. وهذا هو جوهر المشكلة. ولم تستطع كارالوفا أن تتحمل النظرة المتعالية للمجتمع العراقي.
نجح المؤلف في تصوير أجواء المجتمع البغدادي منذ منتصف العشرينيات وحتى الثلاثينيات. ويستشعر القارئ روعة ودقة هذا التصوير في أجزاء كثيرة من الرواية، خاصة في الجزء الأول. ويعود ذلك أساساً إلى تصوير الدكتورة كاروفا لهذه الأجزاء، ناهيك عن التصوير بالكلمات وتعابير الوجه والمواقف، لا سيما تصوير أجواء الكاظمية الكبرى أثناء مرور موكب عاشوراء والاعتقال.
ايمانا منا بالأهمية العظمى للقراءة .. لما لها من تأثير سحرى فى الإرتقاء بالأفكار والعقول ولأن فى الكتب حيوات عدة .. لذا قدمنا هذا الموقع لمن لا يكتفى بحياة واحدة وعقل واحد وقلب واحد وفكر واحد .. ولا أحد ينكر أن هناك صعوبات كثيرة للحصول على الكتاب الورقى فى أماكن كثيرة من الوطن العربى .. سواء من ارتفاع اسعار الكتب من جهة او عدم توافرها فى بعض المناطق من جهة اخرى لذا كان الكتاب الالكترونى هو الحل الأمثل للجميع ورغم كل ذلك فاننا حريصين على أن يكون نشرنا للإبداع عن رضا تام للكاتب .. لذا ايمانا منا بحق اى كاتب فى تقرير مصير ابداعه وحرصا على الملكية الفكرية .. فسوف نقوم بحذف اى كتاب يراسلنا كاتبه اذا كان لا يريد ان يستفيد من كتابه ملايين القراء وسوف نقوم بحذفه خلال 24 ساعة . ملحوظة هامة : نحن لا نصور أي كتاب بواسطتنا , وجميع الكتب المنشورة على الموقع مأخوذة من مواقع أخرى .. إذا كان كتابك قد نشر بدون موافقتك أو موافقة دار النشر برجاء مراسلتنا وسنقوم بحذف الرابط فورا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع عاشق الكتب
لمناقشة الكتاب فى جروب عاشق الكتب اضغط هنا
إقرأ أيضا
1 – رواية حلم قرية دينغ – يان ليانكه